من تجربة الحياة بالفيسبوك إلى تجربتها دونه!

غريبة هي الحياة بمستجداتها وتقلباتها، وفي كل مناسبة وموقف لنا نكتشف فيها هذه الغرابة ونزداد تساؤلا واستفسارا لما تكتنزه من أسرار، أقول هذا وأنا أتساءل بعد سؤال أحد أصدقائي من قراري هذه الفترة بالابتعاد عن أجواء الفيسبوك التي تسلب العقل وتنهش الوقت وتلتهم الطاقة التهاما، إذ قال لي: كيف وجدت الحياة دون فيسبوك؟ وهل هي تجربة مفيدة كي نقتدي بك؟

إن أسرعت للإجابة فسأجد لدي الكثير لأخبره به، فالتجربة شيقة مثمرة مفيدة فعلا، إلا أن الموضوع الذي أثار انتباهي وشد تفكيري هو في السؤال نفسه، فقبل مدة ليست بالطويلة كنا نتساءل عن تجربة الحياة مع الفيسبوك، وهذا حينما كان رواده يشكلون القلّة، ومستخدموه يمثلون الاستثناء على خلاف غيرهم ممن لم يفقه هذا العالم بعد، إلا أننا الآن نجد أنفسنا أمام سؤال يقلب المعادلة ويكشف حجم التأثير الذي نالته هذه الآلة العجيبة.

الحياة قرارات، واختيارات، نتخذها بإرادة، أو نمتثل لها بانقياد وخضوع، أتمثلها مجموعة خيوط كل منها مرتبط بالتزام من التزاماتها، فبعضها يشتد بسبب الاهتمام وبعضها يسترخي بالإهمال، والمطلوب هنا هو التوازن بعدم الشد المفرط ولا التراخي المخل بأداء الواجبات التي علي كإنسان، بعض الخيوط يشكل إمساكه ضرورة، والبعض الآخر مجرد اختيار لمزيد من الرفاهية، فكلما ازدادت الالتزامات الجادة الهامة كان مصير الأخرى التخلي -ولو لفترة- لإحكام السيطرة وتعديل الأوتار، وهكذا…

فدع إيقاع حياتك وفرشاة الرسم فيها لديك متناغمين متجانسين يصدران ما يمتع الأذن ويسر العين، ولا تكن في كل واد تهيم، ولكل التزام مخل مقصّر!

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

2 thoughts on “من تجربة الحياة بالفيسبوك إلى تجربتها دونه!

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *