“شارلي ايبدو” الحريّة في التعبير والإساءة!

لازالت حادثة “شارلي إيبدو” تصنع الحدث بهزاتها الارتدادية، فمسلسل الأحداث متواصل، ووسائل الإعلام بهوايتها المعهودة تجيّش العواطف وتغيّب العقل، فصارت الأحكام موجّهة، والمواقف مبنية على خبر من هنا أو واقعة من هناك بغض النظر عن صحتها وحقيقتها، ولعل أغرب ما حدث هي المسيرة التي قادها زعماء من العالم عرف بعضهم بتورطه المباشر وغيرالمباشر في أعمال مماثلة بل وأكثر مما وقع في “شارلي إيبدو”.

الأمر المستفز الآخر هو الكيل بمكيالين في مفهوم “حرية التعبير” الذي كانت ممارسته في اتجاه واحد من صحيفة “شارلي إيبدو” -المغمورة قبل الحادثة- ونظيراتها كذلك، فبعد أن تضامن معها من تضامن من شعوب العالم بغض النظر عن دياناتهم وتوجهاتهم، كون ما وقع لها جريمة وقتل، إلا أنها قابلتهم بتصرف أقل ما يقال عنه بكونه “لئيم” مما كرّس وأكّد أكثر نظرية الأبعاد الخفية من العملية بحد ذاتها وعدم اقتصارها على ما كان ظاهرا في الإعلام فقط.

والآن وبعد صدور العدد الجديد من المجلة بما حوته من إساءة وتدنّ للمستوى لا يقبله أي إنسان سويّ عاقل، فقد استوقفني مليا مشهد هنا في مدينتي وأنا مارّ بأحد شوارعها، وهي ورقة مهترئة معلقة في جدار متسخ أسفله ركام من أكياس النفايات ممزقة مبعثرة… مكتوب في الورقة: “كلنا مع محمد صَلَّى الله عليه وسلم” تضامنا وتعبيرا عن الوضع طبعا، مشهد كئيب يلخص كثيرا من الواقع لإنسان خذل نبيه فعلا وادعى معيته قولا!!

وقد صدق من شخّص ووصف حال البشرية في العصر الحاضر بالحيرة والتخبّط!

في نفس السياق:

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *