كاتب الكلمات والصدق… أية علاقة!

يحكي الناس من خلال منشوراتهم وإسهاماتهم في شبكات التواصل الاجتماعي قصصهم ومغامراتهم بأسلوبهم الخاص، ويشكّلون بذلك صورة عن بيئاتهم وأوطانهم، فمنهم من يحسن التصرّف ويوصل أفكارا إيجابية واقعية، ومنهم من يتقن رسم الصور السوداوية عن واقعه وحياته، حتى يخيّل إلينا أنه يعيش فعلا معاناة حقيقية هو وكل من يسكن أرضه وينتمي إليها، وبين الحقيقة وغيرها هناك دائما مجال للتحليل والتحقيق.

يؤسفني فعلا من يبكي حالي ويتحدث باسمي بما ليس فيّ، وهؤلاء موجودون بكثرة، يحملون همّ تسويد الصورة، ويتصدّرون منابر العويل والبكاء على الأطلال، فلا هم مثّلوا أنفسهم أحسن تمثيل، ولا هم حملوا همّ تنوير غيرهم بما حولهم من حياة متدرّجة الألوان، متباينة الظروف من زمن لآخر، ومن مكان لغيره ولو في نفس الوطن.

فجرّبا عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة أن تقرآ عن وطنكما وفكركما وحتى دينكما بلسان وأقلام بني جلدتكم وأوطانكم وأفكاركم، فلا شك حينها ستجدون ما يسرّكم حينا، وما سيذهلكم أيضا مما قد جانب الصواب وحكى عن شعب غير شعبكم، وقصّ عن مدينة غير التي تسكنونها حقيقة، وهنا يمكن أن نتساءل عن مدى صحة كل ما نقرأ ونطالع، فكما لا نريد أن يقرأ عنا الناس ما ليس فينا، فمن المعقول ألا ننساق في نفس التوجّه ونحمّل الناس ما ليس فيهم، وكم من عبارة ظلمت أمة بأكملها بأنصاف المعلومات، وكم من مقالة زوّرت الحقيقة عن أوطان برمّتها…

لنلتزم أخلاق الكتّاب، ولا نحيد عن الصدق، ولنعمل على أن تكون كتاباتنا وشهاداتنا عن أنفسنا وغيرنا عادلة منصفة، ولنتصور حجم الضرر الذي نلحقه في كل تعميم نطلقه، وحكم جائر نمرّره بجرّة قلم كاذب، فليس المقصد من وراء هذا الإثارة وجذب أعداد القرّاء والمعجبين، بقدر ما هو إشهاد على الحقيقة ولو كانت مرّة!

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *